مستقبل التعليم الجامعي المصري على ضوء متطلبات عصر الحكمة" دراسة استشرافية لأنماط المواكبة"

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ أصول التربية المساعد كلية التربية - جامعة بنها

المستخلص

          تعيش البشرية اليوم منعطفًا تاريخيًا يحمل في طياته تحولاً حضاريًا حتميًا يتطلب التوجه السريع نحو عصر الحكمة كتوجه لازم لتجاوز كل جورٍ على معاني الإنسانية، خاصةً ونحن نشهد عصرًا معرفيًا غابت فيه الحكمة فبات أكثر تعقيدًا عن ذي قبل، ويمكن تأكيد هذا التوجه من خلال إظهار الحاجة إلى نظام عالمي جديد يشير إلى مدخلات وعمليات مدروسة ومخرجات وفيرة ذات أبعاد معرفية وأخلاقية لا تنفصل، وهو ما يعكس الرغبة في نظام حكيم يعكس عصر التوقعات المُثلَى التي ستواجه التناقضات الهائلة القائمة في الوقت الحالي. ومع كل تحول حضاري وكل حقبة انتقالية تعيشها البشرية تواجه المجتمعات بشكل عام ونظمها التربوية والتعليمية بشكل خاص تحديات حقيقية تتطلب التبصر العميق والاستشراف الواعي لمستقبل التعليم، ومتطلبات ضرورية تستدعي إعادة التفكير في البنى القائمة والتخطيط المتواصل من أجل دعم ديناميكيات التحول ومواكبة متطلبات العصر المنشود بنجاح واقتدار، ولأن التحول بالجامعات المصرية نحو عصر الحكمة ليس بالأمر الهين؛ فإن البحث الحالي يستهدف من خلال دراسة استشرافية طرح مجموعة من السيناريوهات المستقبلية كبدائل محتملة لمسارات التحول التي يتوقع أن يتخذها التعليم الجامعي المصري مستقبلًا لمواكبة متطلبات عصر الحكمة، وذلك انطلاقًا من تحليل الأسس الفكرية لعصر الحكمة ومتطلباته، وكذلك تحليل واقع الأسس البنيوية للتعليم الجامعي المصري المعاصر؛ لينتهي البحث بصياغة ثلاث سيناريوهات للمواكبة، وهي: السيناريو الامتدادي (النمط الاستاتيكي)؛ ويرتكز على ثبات الواقع الراهن واستاتيكية النظم وضعف محاولات الاستجابة لموجبات التغيير، والسيناريو الإصلاحي (النمط التكيفي)؛ ويعنى بالتحرك النسبي لتأسيس نواة بعض البذور الممكنة لإنبات حكمة النظم الجامعية على ضوء معطيات أولية لعصر الحكمة، والسيناريو الابتكاري )النمط التحويلي)؛ ويقدم مسارات ناجحة لمواكبة عصر الحكمة من خلال بناء رشيد لأنظمة تعليمية حكيمة.

الكلمات الرئيسية