أساليب التفکير المميزة لطلبة المرحلة الثانوية في ضوء نمط السيادة المخية وبعض المتغيرات الديموغرافية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

حظيت سيکولوجية التفکير وعملياته وأساليبه بمکانه هامة وبارزة في علم النفس المعاصر وعليه أصبح التفکير من أهم الظواهر إثارة في علم النفس المعرفي والتربوي. حيث شهدت نهايات القرن العشرين وبدايات الألفية الثالثة تقدماً ملحوظاً في دراسة الشخصية وسماتها ومکوناتها, خاصة أسلوب الفرد في التعامل مع مختلف المواقف التي يمر بها باعتباره کائناً متفرداً في خصائصه العقلية والجسمية والانفعالية؛ إذ أن نجاحه وتقدمه في حياته مرهون بنوع التفضيلات المعرفية التي يستخدمها في أوجه حياته؛ لذا نجد معظم الطلاب يتخذون کثيرا من القرارات التي تواجههم خلال ممارسة أوجه حياتهم المختلفة کتلک التي تتصل بخبراتهم الشخصية والاجتماعية والتربوية, وأنهم يتخذون طرقاً وأساليباً للتعامل مع تلک القرارات الحاسمة والتي يطلق عليها  "أساليب التفکير" (أبو جادو, نوفل, 2007، 178).
        ولقد أثر ظهور الاتجاه المعرفي أثراً بالغ الأهمية في التغلب على ازدواجية وصف وتفسير السلوک الإنساني, تلک الازدواجية التي قامت على الفصل الحاد بين التنظيم العقلي ومکوناته والتنظيم الانفعالي ومکوناته, وبات من المسلم به أن هناک ثمة تفاعل بين التنظيم العقلي ممثلا في الوظائف العقلية المعرفية کالذکاء العام والقدرات الخاصة والتنظيم الوجداني ممثلاً في أساليب النشاط الانفعالي والنزوعي, هذا التفاعل أو التداخل هو ما يشکل خصائص الفرد المنتجة لأسلوبه المميز في مواقف الأداء المعرفي بوجه خاص (شلبي, 2002, 87).
وتعد أساليب التفکير عند الأفراد قضية مختلف فيها، حيث أن أسلوب التفکير متعلم يتم تطويره من خلال الاشتراطات التي يواجهها الفرد في البيئة المحلية بحيث تصبح اشتراطاته محفوظة يستند عليها عندما يواجه هذه المثيرات وهذا يمثل اتجاه بافلوف. أما سکنر فيرى أن نمط التفکير هو ما تم تعلمه من أجل السيطرة على البيئة المحيطة لذلک فإن نمط التفکير هو أسلوب يسيطر به الفرد من أجل التحکم في البيئة أو أي عناصر أخرى محيطة به