التعليم الأجنبي والاستبعاد الاجتماعي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

 لقد  اختلفت  مکونات الأمن القومي للدولة وکذلک الأمن العالمي ، وتداخل فيه ما يجرى في الداخل مع ما يجرى في الخارج  لم تعد حدود العلاقات بين الدول فى العالم  تتوقف عند خط الحدود الخارجية بل تجاوزته عن طريق وسائل الاتصال الحديثة ومطالب السياسات الخارجية في أمور داخلية ، إلى الساحة الداخلية للدول ، وتواجه الدول  العربية   في ظل هذه المتغيرات العالمية کثيراً من التحديات على المستوي الداخلي والخارجي ،  وإذا کانت التحديات الداخلية هي قدر السلطة الحاکمة فان الأمل يعقد على النظم الاجتماعية في  مواجهة التحديات الخارجية ،  و مجتمعاتنا هي وحدها القادرة على مواجهة هذه التحديات بما تملکه من وعى وولاء لدولهم ،وهؤلاء المواطنون لابد لهم من إعداد جيد يتمثل في تعميق الهوية الثقافية وتعزيز أشکال المواطنة ،  وتلعب التربية الدور الرئيسي في تشکيل المجتمع فهي المسئول الأول عن بناء القوى البشرية وتشکيل الشخصية وتنمية مهاراتها وتشکيل ثقافاتها وتعتبر أهم وظائف التربية هي دمج الفرد في مجتمعة ووسطه البيئي بحيث يرتبط الأفراد فيما بينهم على أسس متقاربة تجعل من المجتمع وحدة مترابطة متسقة متجه وجهة واحدة بحيث  يضم الأفراد إطار ثقافي عام ويشترکون في کثير من الصفات الأساسية ولکنهم يتنوعون داخل هذا الإطار کل حسب فرديته ، ويؤدى ذلک إلى وحدة المجتمع وتماسکه وهذا ما يسمى دور التربية في التطبيع الاجتماعي  ،والنظام التعليمي بمؤسساته يعد أنسب الوسائط لتحقيق هذه الأهداف  وذلک من خلال ترسيخ القيم و الاتجاهات و العادات التي تؤدى إلى إعداد جيل يستطيع مقاومة أن يقع فريسة لأي ثقافة مسيطرة، جيل يملک القدرة على التفکير الناقد الواعي الذي يستطيع أن يفرق بين ما هو غث وما هو ثمين .