التنمية المهنية لأعضاء هيئة التدريس بکليات التربية في ضوء مدخل إدارة المعرفة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

المقدمة :
    ثمة حقيقة تؤکد أن الاهتمام بالتنمية المهنية لأعضاء هيئة التدريس يمثل حجر الزاوية في النهوض بالأدوار التربوية المنوطة بالجامعة والتي يتعين عليها الوفاء بتلک الأدوار حيال المجتمع الذي أنشئت من أجله.
   ويتأکد الاهتمام بالتنمية المهنية لأعضاء هيئة التدريس ، نظرا لتعدد الوظائف التي تقوم بها الجامعة في العصر الحديث ، وتنوع مهام المحاضرين ، وانتشار التحديات العالمية المعاصرة ، وزيادة الطلب على التعليم ، والمشکلات المهنية التي يجابهها التعليم الجامعي ، ومن ثم بات ينظر إلى التنمية المهنية بوصفها ضرورة تربوية ملحة لعضو هيئة التدريس في الجامعات المصرية .
هذا وتعد إدارة المعرفة وثورتها من التوجهات الحديثة التي ألقت بظلالها على عالم إدارة الأعمال في شتى المجالات لاسيما مؤسسات التعليم الجامعي. إذ المعرفة هي الصفة المميزة للمجتمع الإنساني في وضعه الراهن ، ومن خلالها تحققت معظم التحولات العميقة والمهمة في شتى مجالات الحياة ، نظرا لدورها الفاعل والمؤثر للمعرفة في عمارة الکون وترقية الحياة على ظهر الأرض . نعم صارت المعرفة اليوم محورا لتحولات في جوانب عديدة، من تلک التحولات هو توجه المجتمعات للنهوض بالاقتصاد والارتقاء بالتعليم حول العالم نحو المعرفة والاعتماد عليها، ولذا فإن هناک من يعامل المعرفة کعنصر من عناصر الإنتاج يضاف للعناصر التقليدية الثلاث: الأرض، العمل، رأس المال فالمعرفة ، ومن ثم يمکن النظر إليها بوصفها العنصر الأول والأهم لارتباطها بالإنسان ، وهو العنصر الفاعل في منظومة أية حضارة إنسانية .
ومن ثم بات التعامل مع المعرفة التي تمتلکها مؤسسة ما على أنها أصلا رأسماليا له قيمة نقدية تدرج ضمن موجودات تلک المؤسسة، أما الاستثمار في حقول المعرفة فقد استحوذ على اهتمام المؤسسات والشرکات وحتى الحکومات.
لذا أصبحت مواکبة التطور الحادث في حقل إدارة المعرفة وتکنولوجيا المعلومات بغية تحقيق التنمية المهنية لأعضاء هيئة التدريس في کليات التربية أمرا لا مفر منه  وخيارا صفريا لا غنى عنه ، للارتقاء بأدائهم المهني في مجالات التدريس والبحث العلمي ، وخدمة المجتمع .