الأزمة ظاهرة إنسانية وجزء من نسيج الحياة ، و تنشأ في أية لحظة وفي ظروف مفاجئة نتيجة ظروف داخلية أو خارجية وتخلق نوعا من التهديد للدولة أو المنشأة أو الفرد ويتحتم التعامل معها للقضاء عليها أو التقليل من شأنها والحد من خسائرها وتأثيراتها الاجتماعية والاقتصادية والنفسية . وقد ازدادت الأزمات وخطورتها في العصر الحالي حتى أن مصطلح الأزمة أصبح من أکثر المصطلحات شيوعاً واستخداماً وعلى کافة الصعد والمستويات فهناک أزمة اقتصادية وأزمة سياسية وأزمة اجتماعية وصحية وأمنية کما يوجد أزمة دولية وأزمة إقليمية. وتأتى الأزمات الأمنية فى مقدمة هذه الأزمات من حيث أبعادها وآثارها ، فهى تؤثر على السلم الاجتماعى والاستقرار السياسي والتنمية والأمن النفسى للأفراد والمجتمعات .
ويشهد الواقع الاجتماعى فى مصر حاليا مشکلات شبابية حادة تتخذ صورا مختلفة من حيث مضمونها وحدتها ، وعلى رأسها مشکلات التعصب الفکرى أوالعقائدى ، الذى يتخذ فى بعض تفاعلاته صورا من التطرف والعنف کسلوک وتعبير . فالمجتمع يمر بفترة حرجة من تاريخه تتسم عند البعض باهتزاز القيم واضطراب المعايير الاجتماعية والأخلاقية والجنوح والتطرف ، الأمر الذى يتمثل بوضوح فى تزايد ألوان الانحراف وانتشار صور من السلوک لم تکن مألوفة من قبل وکثرة حالات الخروج عن تعاليم الدين السمحة والخروج على القانون ، مما يهدد أمن البلاد واستقرارها . (1 )