فاعلية الرحلات المعرفية الإلکترونية في تنمية مهارات التفکير الرياضي لدى تلاميذ الصف السادس المتوسط بدولة الکويت

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

تواجه المجتمعات اليوم العديد من التغيرات المتلاحقة اجتماعيًا وسياسيًا واقتصاديًا وثقافيًا وتکنولوجيًا. ومن ثَم تواجه المنظومة التعليمية باعتبارها جزء أصيل من المجتمع تحديات متعددة الأبعاد، شکلت في مجملها مطلبًا ملحًا بضرورة إعادة النظر في النظام التعليمي بجميع مدخلاته وعملياته ومخرجاته، خاصة بعد أن تبين ضعف قدرة النظام الحالي على تلبية متطلبات الفرد في المجتمع المعلوماتي الذي نعيش فيه، لذا تعالت الأصوات المطالبة بإيجاد مداخل واتجاهات حديثة لتطوير التعليم وتحديثه، ورکزت هذه المداخل على دور الطالب وجعلته محور العملية التعليمية .
ولذلک أضحت المؤسسات التعليمية أمام قضية مهمة تتمثل في کيفية تزويد المتعلم بثقافة علمية تمکنه من ملاحقة ومتابعة التزايد المستمر في المعرفة العلمية، ليس فقط کمتلقي للمعلومة ويقوم بحفظها واسترجاعها، وإنما کمکتشف ومتقصي لها، ومطورًا لعاداته ومهاراته العقلية، واستخدام عمليات التعلم في المواقف الحياتية المختلفة، والقدرة على التعامل مع المتغيرات المحيطة وضبطها والتخطيط والمتابعة والتقويم ولهذا فإن تنمية مهارات التفکير ضرورة في العصر الحالي ؛ لأن هذا العصر يتميز بالتطور الهائل في المعرفة بکل فروعها، ومن هنا تأتي ضرورة الاهتمام بالتفکير وتنمية مهاراته المختلفة لدى المتعلمين في کافة المراحل التعليمية حتى نتمکن من إعداد جيل مفکر ومبدع يستطيع مسايرة العصر بتطوراته ومستحدثاته ومتغيراته.
وکل ما سبق دعا لتغيير دور المعلم والمدرسة في عصر التکنولوجيا، بحيث أصبح الترکيز على إتاحة الفرصة للطالب للمشارکة في العملية التعليمية التعلمية، والاعتماد على الذات، لتعرف الوسائل التقنية والتکنولوجية في التعليم والتعلم، وتزويده بمهارات البحث الذاتي المقنن، واستخراج المعلومة اللازمة باستخدام الحاسوب وشبکة الإنترنت بکل کفاءة وفعالية ؛ لمجابهة تحديات العصر.
ويعتمد التربويون على العديد من المبررات للاستعانة بشبکة المعلومات الدولية في التعليم، منها: تأثيرها في رفع مستوى دافعية الطلاب نحو التعلم، ونمو مهارات التعلم الذاتي، ورفع مستوى الألفة والتواصل بين المعلم والطالب، وتوفير جو من المتعة من خلال الأصوات والصور المتحرکة والأنماط المتنوعة من العروض، وتزويد المعلم والطالب بمعلومات حديثة ومتجددة، بالإضافة إلى منحهم إمکانية نشر أعمالهم وإظهار مواهبهم، مما يدفع إلى تنمية القدرات الانفعالية والوجدانية، وتنمية مهارات التفکير الناقد وحل المشکلات لدى الطلاب وذلک دون التقيد بحيز الزمان والمکان. کما يساعد الإبحار الشبکي عبر الإنترنت بهدف الوصول الصحيح والمباشر للمعلومة بأقل مجهود في تنمية مهارات التفکير وجعل عملية التعلم عملية ممتعة للطلاب، کما تزيد من دافعيتهم للتعلم، وتجعلهم أکثر مشارکة في الفصول الدراسية (ريهام رفعت، 2015، 482).
ويعتبر الويب کويست Web Quest من أساليب التعليم الإلکتروني الذي يساعد على تحسين عملية التعليم والتعلم، حيث يجمع بين التخطيط التربوي والتعليمي المحکم من جهة وبين استخدام الحاسوب والإنترنت من جهة أخرى.
وبدأت فکرة استراتيجية الرحلة المعرفية عبر الويب سنة 1995 لدى مجموعة من الباحثين بقسم تکنولوجيا التعليم بجامعة سان ديجو بولاية کاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريکية، وعلى رأسهم دودج Dodge ومارش March ، وأخذت هذه الفکرة بالانتشار فى کثير من المؤسسات التعليمية بأوروبا والولايات المتحدة الأمريکية بوصفها استراتيجية حديثة فى مجال التدريس تعتمد على البحث عبر الشبکة العنکبوتية بالطالب؛ وذلک لأنها تتکون من مهمات وأنشطة مختلفة تساعد الطالب على استکشاف المعلومات واستنتاجها، واستخدام المهارات العقلية العليا لديه، فطبيعة هذه الاستراتيجية تتيح للطالب استخدام مهارات التفکير وحل المشکلات، وتستهدف البحث عن حلول لأسئلة أو مشکلات حقيقية واقعية غير مصطنعة، وأن التعامل يجرى مع مصادر أصلية حقيقية للمعلومات، وليست مصادر ثانوية(عبدالله سالم، 2017، 350).