رؤية تربوية مقترحة لدمج أطفال الشوارع في المجتمع المصري لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

تعتبر ظاهرة أطفال الشوارع واحدة من أهم الظواهر الاجتماعية الآخذة في النمو والتزايد، ليس فقط في بلدان العالم الثالث، بل في بعض الدول الصناعية المتقدمة.
وباستقصاء مدى وجود هذه الظاهرة في المجتمع المصري وحجمها، نجد تضاربا في البيانات والإحصاءات، ما بين إحصاء يقدر عددهم بـ (2) مليون طفل في مصر، وآخر يقدر عددهم بـ (16) ألف طفل، وثالث يقدر عددهم بأکثر من (20) ألف طفل ، وعلى کل فيمکن اعتبار هذه الإحصاءات المتاحة مؤشرات عامة لوجود الظاهرة وتزايدها واتجاهاتها في مصر.
ولهذه الظاهرة تداعياتها السلبية على عملية التنمية المستدامة في مصر، وما تبنته مصر من أهداف في استراتيجيتها للتنمية المستدامة من قضاء على الفقر، وتوفير للتعليم الجيد ، وتحقيق للعدالة الاجتماعية ،وتوظيف لقدرات أفرادها في کل مکان في مصر.
وتکمن خطورة هذه الظاهرة فيما يتعرض له هؤلاء الأطفال من استغلال مادي وجسدي وفکري، فهؤلاء بمثابة قنابل موقوتة تهدد المجتمع وتهدد أمنه، نظرًا لأن هؤلاء الأطفال هربوا للشارع بسبب المجتمع بما فيه من أسرة متفککة ، ومدرسة طاردة ، ومن ثمَّ لم يجد هؤلاء سوى الشارع مأوى لهم، واندمج هؤلاء في مجتمعات الشارع التي هي عالم آخر له قيمه وقوانينه والتي هي بطبيعة الحال موجهة ضد المجتمع بما يمارسونه من تسول وسرقة واتجار في المخدرات وممارسات سلوکية غير سوية.
وانطلاقا مما سبق، فلا ينبغي للمجتمع أن يقف موقف المتفرج على هؤلاء، بل عليه أن يأخذ بأيديهم، فهم مواطنون صغار اضطرتهم ظروفهم لأن يعيشوا عيشة مهمشة بلا رعاية ولا حماية ، ومن ثم فهؤلاء في حاجة لاحتوائهم ودمجهم في المجتمع المصري، ومن ثمَّ کانت هذه الدراسة الحالية والتي تطرح رؤية تربوية مقترحة لدمج هؤلاء الأطفال في المجتمع المصري من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
      واستخدمت الدراسة المنهج الوصفي باعتباره أکثر ملاءمة لموضوع الدراسة ، من حيث تقديم صورة متکاملة لحجم ظاهرة أطفال الشوارع بالمجتمع المصري، ثم تعرف المخاطر التي يواجهها هؤلاء الأطفال، والعوامل المؤدية لظهور ظاهرة أطفال الشوارع بالمجتمع المصري وانتشارها، کما تعرضت الدراسة للتنمية المستدامة وأهدافها واستراتيجية مصر للتنمية المستدامة 2030، لتنتقل الدراسة بعد ذلک لطرح رؤية تربوية مقترحة لدمج أطفال الشوارع في المجتمع المصري من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وتستعرض هذه الرؤية التربوية المقترحة الأدوار المختلفة التي يمکن أن تقوم بها الدولة فيما يتعلق بسياستها العامة، وما يتعلق بواجباتها تجاه الأفراد ذوى الظروف الصعبة، کما تتعرض الرؤية التربوية المقترحة لدور الإعلام، ودور المؤسسات التعليمية في مواجهة ظاهرة أطفال الشوارع ودمجهم في المجتمع المصري ومن أهم ما توصلت إليه الدراسة من إجراءات وآليات : ضرورة تطوير المناطق العشوائية وإعادة تخطيطها بما يضمن توفير البنية الأساسية والمرافق اللازمة من مدارس ومستشفيات ، الدعم المالي من الحکومة والمنظمات غير الحکومية لتوفير المتطلبات اللازمة لأطفال الشوارع لدمجهم بالمدارس العادية ، تکثيف جهود وسائل الإعلام لدمج أطفال الشوارع فى المجتمع المصري من خلال البرامج الصحية والاجتماعية والتعليمية لتوعية وتثقيف الأسر فى المجتمعات العشوائية والفقيرة.

الكلمات الرئيسية